top of page

#hate_speech خطاب #الكراهية

  • Writer: Rana
    Rana
  • Jan 6, 2019
  • 7 min read

كثرت في الآونة الأخيرة موجات الكراهية و الحقد بين فئات المجتمع الواحد من جهة و بين دول العالم من جهة أخرى، حيث كان الإعلام المحرك الأساس في تعزيز دور ما يسمى بخطاب الكراهية. تتعدد الآراء و تكثر حول مشروعية هذا الخطاب في الوسط الإعلامي، فما بين مؤيد و معارض يلوح آخر في الأفق مناديا بما يسمى بحرية التعبير. قبل البدء بعرض وجهتي النظر مع التدليل بأمثلة و تجارب من أرض الواقع لا بد لنا من تعريف خطاب الكراهية الذي يتضمن الإساءة، الإرهاب، أو التحريض على الكراهية تجاه فرد أو جماعة على أساس صفة كالتمييز بسبب العنصر أو العرق أو الدين أو الجنس أو التوجه الجنسي (بريسون،2013). كما أن كلمة "خطاب" هنا لا تشير فقط إلى النقوش اللفظية والكلام، ولكن أيضا إلى التمثيل والرموز التصويرية، مثل الصليب المعقوف وأقنعة كو كلوكس كلان، والأفعال التعبيرية، مثل حرق وتشويه المساجد مثلا. في حين أن معظم الناس يعترفون بأن خطاب الكراهية غالبا يؤدي إلى العدائية و في بعض الأحيان إلى الضرر، إلا أن هناك جدلا كبيرا حول ما إذا كان هو ضار بحيث ينبغي أيحظر قانونيا. مثلا في الولايات المتحدة، خطاب الكراهية يعتبر خطاب محمي و شرعي، تحت بند حرية التعبير في التعديل الأول للدستور الأميركي. على الرغم من أن الحق في حرية التعبير، بما في ذلك الحق في الانخراط في خطاب الكراهية، يعتبر على نطاق واسع في الولايات المتحدة حق أساسي من حقوق الإنسان، في بلدان أخرى، حقوق حرية التعبير مقيدة بحقوق أخرى، مثل الحق في الكرامة والاحترام والمساواة؛ والقوانين التي تقيد خطاب الكراهية، مثل خطاب التحريض على العنصرية وإنكار المحرقة، غير مثيري للجدل نسبيا (كما وثق في بريسون،2013).

أصل خطاب الكراهية ضمن السياق التاريخي:

لاحظ بعض العلماء المختصين بالعالم الرقمي أن هناك انتشار متزايد لخطاب الكراهية و الكراهية على الانترنت. يدور هذا الخطاب بالأساس حول الحملة الأخيرة من كارهي النساء التي تستهدف النساء في ألعاب الفيديو و التي لا بد من توثيقها تاريخيا (شيفريد و آخرون ، 2015). #GamerGate

خطاب الكراهية و حرية التعبير:

Liberalism and Critical race theory

يوجد منهجين لمواجهة خطاب الكراهية، المنهج الليبرالي و منهج نظرية العرق النقدية، يتبعان نظامين أخلاقيين مختلفين و متعارضين أيضا. الليبرالية، نظام المنفعة، تهدف إلى تحقيق أكبر فائدة ممكنة لأكبر عدد ممكن من الناس. لذلك تسمح بكامل حرية التعبير لتطمئن أن كل فرد يستطيع المشاركة في تبادل مفتوح للأفكار.سيطر النموذج الليبرالي التقليدي من حرية التعبير دون منازع لعقود من الزمن، الذي يعود إلى القرن السابع عشر في إنكلترا، حتى 1980 و بداية 1990. خلال هذه الفترة شهدت بعض المؤسسات العامة والجامعات تأثيرا متزايدا بخطاب الكراهية، لذا حاول البعض منها حظر أو تقييد مثل هذه التعبيرات. ولّد هذا جدلا ساخنا حول شرعية وأخلاقية تنظيم رسائل الفرد أو الجماعة ثم ظهرت مجموعة من العلماء الذين قدموا نهجا بديلا لحدود حرية التعبير فأطلقوا عليه اسم نظرية العرق النقدية حيث جادلوا أنها طريقة جديدة للتصدي لرسائل الكراهية. حيث اعتبر معتنقي النظرية على أنها تصحيحا ضروريا للنموذج الليبرالي السابق الذي فشل في اتباع نظام أخلاقي يضمن سلامة حقوق الفرد. بنظرهم أن خطاب الكراهية ليس فقط مجرد قول بل يتحول لفعل كراهية على أرض الواقع (سلايجل، 2009).

خطاب الكراهية في عصر الويب 2.0: مثال من تركيا دراسة حالة:

وفقا لدراسة مع الانتشار الواسع لوسائل الإعلام و خاصة الإنترنت الرقمي، تقوم بتحليل خطاب الكراهية بالاستعانة بمنهج تحليل الخطاب النقدي. يعتبر كل من خطاب الكراهية وجرائم الكراهية في تركيا ظاهرتين حديثتين، وبالتالي التشريع بشأن هذه القضية هو أيضا مثير للجدل. ظهرت بعض المؤسسات التي تحاول المساهمة في مواجهة خطاب الكراهية المتنامي حيث بالرغم من وجود التشريعات في الدستور التركي ، التي تضع حدود لحرية التعبير و تمنع خطاب الكراهية، إلا أن هناك بعض الممارسات التي لا يشملها القانون التركي كونها ذات طابع سياسي. مثلا أقدم منظمة مجتمع مدني عاملة مهنيا في تركيا مؤسسة هرانت دينك أنشئت في عام 2007 في ذكرى الصحافي الأرميني الذي اغتيل في 19 أكتوبر 2007 على يد مواطن تركي يبلغ ال 18 عاما بسبب اعتقاده أنه أهان الشعب التركي. تتمثل مهمة المؤسسة في المساهمة في تطوير ثقافة الحوار والتعاطف والسلام. كما تتفحص كل شكل من أشكال خطاب الكراهية عرقية أو دينية أو جنسية و غيرها. كما تقوم بنشر تقارير مراقبة وسائل الإعلام كل أربعة أشهر، حيث لديها مساهمة لا تقدر بثمن في أرشيف سجلات جرائم و خطاب الكراهية في تركيا. . www.nefretsoylemi.org

وعلاوة على ذلك، يتم اعتماد هذه المنظمات الغير حكومية أيضا من قبل بعض الأكاديميين من خلال تنظيم بعض المؤتمرات الأكاديمية ونشر الكتب حول هذا الموضوع وإلقاء المحاضرات على خطاب الكراهية وجرائم في دراستهم. ( ارسلان، 2015)

اقتصرت جرائم الكراهية قبل ظهور تكنولوجيا الاتصال الحديثة والإنترنت على حدود البلد. بينما يحاول الإنترنت خلق مجتمعات ديمقراطية بشتى الوسائل، إلا أنه بات يستخدم كوسيلة لنشر الكراهية بين الناس. أحد الأمثلة التي انتشرت فيما يتعلق بخطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي و خاصة تويتر، بعد الزلزال الذي حصل في مدينة فان، وهي مدينة تقع في شرق تركيا ومعظم سكانها من الأكراد، في 23 تشرين الأول عام 2011. حيث اعتبرت رسائل الكراهية المدمرة في تويتر من الآثار المترتبة على الخطابات القومية التي تنشرها وسائل الإعلام التقليدية والحركات الاجتماعية العنصرية ضد الشعب الكردي. حيث بلغ هذا الاتجاه ذروته بعد أن وقعت صراعات في جنوب شرق تركيا، قبل أيام قليلة من وقوع الزلزال، مما أسفر عن مقتل 24 جنديا تركيا. نتيجة للحرب بين الجيش التركي وPKK10، نشر أخبار الجنود الموتى كل يوم تقريبا منذ عام 1984 على وسائل الإعلام السائدة، و التي اعتاد الناس عليها في تركيا وبالتالي أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية في تركيا. أما النتائج التي ترتبت على ذلك تمثلت بتعزيز قومية المشاعر و الأفعال و تشجيع بعض المتطرفين الراديكاليين /الحركات العنصرية. ولذلك يمكن افتراض أن تيار وسائل الإعلام الجماهيري في تركيا له دور ملحوظ في "خفض شدة الحرب العرقية المحلية"، وهو تعريف سلطات الدولة، والمساهمة في بناء الذاكرة الوطنية الرسمية. ومع ذلك، فإن انتشار خطاب الكراهية عبر تويتر بعد زلزال فان، يحتاج إلى مزيد من الدراسة المتأنية حيث مرسلي التغريدات ليسوا بجماعات عنصرية، إنما أناس عاديين ربطوا وقوع كارثة طبيعية مع معركة في شرق البلاد. فاعتبر مرسلو التغريدات الزلزال بمثابة تحذير إلهي أو انتقام للجنود المتوفيين، وبالتالي شكل ما يسمى بخطاب الكراهية. عندها، كيف يمكن أن ندرس نشر خطاب الكراهية؟ وبعبارة أخرى، هل من الممكن أن يعتبر "كلمة" فقط أم أنها "أعمال" تبرز هوية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من خلال هذه الرسائل؟ وبالتالي، فإنه يمكن استنتاج أن الويب 2.0 يقودنا إلى عهد جديد من خطاب الكراهية، وهذا هو "أعمال خطاب الكراهية" و "حوار الكراهية"(ارسلان ، 2015).

خطاب الكراهية و صحافة المواطن:

لا أحد يستطيع أينكر الدور الجوهري الذي باتت تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي و التطور الذي شهدته الساحة الإعلامية منذ ظهور ما يسمى بصحافة المواطن. حيث اكتظ المحتوى الإعلامي بالأخبار التي لم يعد باستطاعة أحد أيضع لها حدود في ظل تحول المواطن من مستقبل للخبر إلى مصدرّ له ، يرسمه و يلونه كما يحب و يشاء، و عدم قدرة الأنظمة على وضع حد لهذا الكم الهائل بما يسمى ب حرية التعبير، استغل هذا المفهوم بالشكل الخاطئ و أصبح منبرا يتشدق من عليه الكبير و الصغير بفتات أفكارنادرا ما تفيد و تضيف، بل تؤذ و تسيء. حيث نوه المعهد الإعلامي الأردني لهذه النقطة في مؤتمرعقده " أن أحد مصادر خطاب التحريض و الكراهية هو السباق المحموم بين صحافة المواطن و الإعلام الاجتماعي من جهة و الصحافة ووسائل الإعلام المهنية من جهة أخرى، ذلك السباق المرتبط بالسرعة و الحصول على السبق الصحفي، يتطلب ضرورة وضع ميثاق أخلاقي عام و قواعد مهنية في تعامل الصحافة ووسائل الإعلام المهنية مع المحتوى ال ذي ينتجه الجمهور" (المعهد الإعلامي الأردني، 2016). و بذلك نستطيع التدليل على الحالة التي حدثت في تركيا ببيان الدور الأساس الذي شغلته صحافة المواطن من خلال نشر عدد كبير من التغريدات و التي ساهمت في تمكين الكراهية في وضع حساس لاإنساني . أما النتائج فهي واضحة فالتوتر الكردي التركي قائم منذ الأزل و لا يحتاج إلى تأجيج فالانتقام قد يكون هو ردة الفعل الطبيعية من قبل الكرد.

خطاب الكراهية و عالم الصحافة العربية:

تعددت الآراء حول مدى تأثير محتوى الصحافة العربية في تفعيل دور خطاب الكراهية في العالم العربي. فقد كشف تقرير صادر عن مرصد الإعلام في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بعنوان "رصد خطاب الحقد والكراهية في الصحافة المكتوبة" أن المواطن العربي يستقبل يوميا أكثر من خمسة خطابات للحقد و الكراهية منها 49% تحريض، 16% سب، 14% دعوة إلى العنف و تحريض على القتل، 8% تمييز و إقصاء. حيث تدور معظم هذه الأخبار حول الصراعات السياسية الدائرة في المنطقة العربية منتقدة بعض الأحزاب و متحيزة لشخصيات سياسية دون أخرى. وتصدّرت الصحافة اليمنية المكتوبة قائمة خطابات الحقد والكراهية، وأيضا الدعوة إلى العنف والتمييز بنسبة وصلت إلى 40 في المئة، ثم العراق بنسبة 20 في المئة، فيما بلغت نسبة الحقد والكراهية في الصحافة التونسية والمصرية 16 في المئة. إلا أنه تمت معارضة هذا الرأي من قبل هويدا مصطفى، عميد المعهد الدولي العالي للإعلام، فترى أنّ مقاييس الكراهية والحقد التي اعتمدها التقرير غير واضحة وغير مفهومة، حيث خلطت بين النقد والمعارضة والكراهية والحث على العنف وأنه من غير المقبول أيحمل الإعلام المسؤولية الكاملة في توليد موجات الكراهية.

الحلول و التوصيات:

لاشك أن تحميل الإعلام العربي مسؤولية انتشار خطاب الكراهية و وضع اللوم على صحافة المواطن من جهة أخرى لا يفيد شيئا. بالواقع فإن الحل يكمن بين يدي كل شخص يملك القدرة على التغيير و الحد من التحريض على فئة أخرى. مثلا قامت المغنية الأمريكية المشهورة كيتي بيري بالقيام بحملة من هدفها نشر الوعي بأهمية ما يقام في الآونة الأخيرة في أمريكا، بعد نجاح ترامب والوفاء بوعده في تسجيل المسلمين الأمريكيين كما سبق و أن سجل اليابانيون أنفسهم ثم تم ترحيلهم و أهاليهم للسكن في مخيمات، بإنتاج فيلم قصير بعنوان هل التاريخ يعيد نفسه؟ رغم انها لا تمت للإسلام بصلة إلا أنها لفتة إنسانية جميلة في عالم مليء بالكراهية و خاصة في أمريكا يكاد الوضع حرجا جدا للمسلمين. مثال آخر ما يقوم به المخرج السوري محمد بايزيد و زوجته سماح صافي حيث يملكان شركة إنتاج في أمريكا، تهدف لإنتاج أفلام أو سلسلة مسلسلات قصيرة تبين الصورة الحقيقة للإسلام و تنزع عنه تشويهات القاعدة أو داعش و غيرها. حيث مؤخرا قاموا بإنتاج مسلسل " الملهم " ،ترجم إلى أكثر من عشر لغات ، يعالج حياة مسلم مغترب في أمريكا و كيف يواجه مشاكل الحياة من خلال الاستعانة بمشاهد مشابهة من حياة الرسول صلى الله عليه و سلم.

أما على صعيد المؤسسات الإعلامية فالأمر بحاجة إلى توعية الإعلاميين بدورهم الأساس في تحريك عجلة الكراهية و تحديد المصطلحات التي من شأنها شحن المواقف الطائفية و العنصرية. فبالرغم من اعتبار الكثير من القنوات الإعلامية أن خطاب الكراهية ليس إلا ضربا من حرية التعبير في عرض الرأي الاخر و لربما توجد استثناءات فلا يمكننا إنكار عدم جواز الخطاب التحريضي ضد الانتهاكات التي يقوم بها النظام السوري ضد أبنا جلدته بل هو أقل ما يمكن فعله و أدنى مسؤولية يمكن أيقوم الإعلام بها كونه السلطة الرابعة في المجتمع و العين الساهرة على نقل الواقع. لا شك أن لكل قاعدة شواذ و استثناءات فهنا يحق لوسائل الإعلام أن تحرض حتى لو اعتبر خطاب كراهية، لأنه بالتأكيد خطاب الكراهية هنا لا يتبع أجندة معينة أو يخدم مصلحة ما بل يخدم الصالح العام و يؤدي رسالة.

من جهة أخرى الحالة اللبنانية مثلا حيث يكاد ينطق الطفل اللبناني منذ نعومة أظفاره كلمة طائفية . حيث نجد في بلد لا تتعدى مساحته عشرات آلاف الكيلومترات، إلا أن لكل طائفة قوتها ووزنها السياسي الذي يروج له من خلال قناة إعلامية تدعم الوجه السياسي الممول و تصفق له. ليس هذا فحسب بل أيضا تقوم بمهاجمة الطرف الآخر.

NBN, MTV, FUTURE, NEWTV, Al MANAR.

لذلك لا بد من تنشئة جيل تغرس به قيم الموضوعية و التربية الإعلامية لمعرفة كيفية الدخول بمعترك الحرب السياسية و الطائفية التي لا نهاية لها.

 
 
 

Comments


bottom of page