السفر#

السَفر مرحلة انتقال .. و رحلة تغيير حال ...فالدّوام من المحال... و للسَفر دوافع و عوامل تدفع المرء للقيام به، وهذه العوامل منوطة بطبيعة المقام، و بشكل عام للسفر فوائد بالرغم من كونه تغريب و تعذيب من حيث البعد عن الموطن و أحيانا عن الأهل و الأصدقاء. قال الشافعي في فوائد السفر:

تغرب عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائـد تفـرج هـم واكتسـاب معيشـةٍ وعلـمٍ وآدابٍ وصحبـة مـاجـد

لذا فإن المسافر يبحث عن تحقيق هدف رحل من أجله و لابد لذلك من اختيار بيئة جديدة تناسب هدفه، و جدير بالذكر هجرة الأنبياء فرارا بدينهم و منهم خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هاجر من مكة إلى المدينة ليؤسس دعائم دين جديد و يبني دولة إسلامية فحقق ما أراد. وهناك السفر لطلب العلم و تحصيل المعرفة، والسفر لطلب الرزق واكتساب المعيشة، و السفر طلبا للصحة النفسية. وأمَا السفر للسياحة و الترفيه ، فينقسم إلى نوعين إيجابي يزيد المرء معرفة بحضارة البلاد و ثقافتها و آثارها، و سلبي الهدف منه يقتصر على البحث عن وسائل الترفيه والتسوق وإضاعة الوقت والمال. و أما أسوأ أنواع السفر و أشدها إيلاما الفرار من البلاء و الوباء و المعارك و فقدان الأمن و الأمان أجارنا الله منه. و لعل من أجمل ما قيل عن السفر و منافعه و وصفه بدقة وإتقان قول الشافعي:

ما في المقام لـذي عقـلٍ وذي أدبٍ من راحة فـدع الأوطـان واغتـرب سافر تجـد عوضـاً عمـن تفارقـه وانصب فإن لذيذ العيش في النصب إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب إني رأيـت وقـوف المـاء يفسـده والأسد لولا فراق الأرض ما افترست والسهم لولا فراق القوس لم يصـب والشمس لو وقفت في الفلك دائمـة ً لملها الناس من عجـم ومـن عـرب

و هكذا نجد أنه لابد للمرء من السَعي للسَفر ففي الحركة بركة. كما لابد له من أن يغتنم الفرص السانحة له، واضعا نصب عينيه هدفا واضحا لسفره الذي يسعى لتحقيقه، سواء كان لطلب الرزق أو العلم أو السياحة أو الصحة أو الهجرة، كل حسب ظروف بيئته التي تحيط به. و بعد اختيار واحد من الأسباب ستتوفر له بيئة جديدة حاضنة للآمال و مزدهرة بتحقيق الأحلام.