top of page

Inconvenient Truthنقد سينمائي لفيلم

  • Writer: Rana
    Rana
  • Jan 6, 2019
  • 3 min read


فيلم الحقيقة المزعجة هو فيلم وثائقي أنتج في العام 2006 للمخرج Davis Gouggenheim، مدته 1:46، لنشر التوعية بقضية محورية تشغل العالم و خاصة العلماء اليوم و هي قضية الاحتباس الحراري. يعرض هذه القضية رئيس الوزراء الأمريكي السابق AL Gore’s بطريقة مشوقة مستعينا بشاشة تحتوي أهم المعلومات التفصيلية التي تبين الحقائق و الأرقام و الإحصائيات حول تبدل الحرارة على سطح الكرة الأرضية و العوامل التي تساهم في ارتفاع درجة حرارة كوكب اللأرض على مدى آلاف السنين.

يعرض الغور في عرضه التفصيلي الشيق نوعا ما حقائق لربما أول مرة نسمع بها. بالطبع هذه الحقائق تعتبر للكثير حقائق مزعجة كونها تهدد حياة الناس المستقبلية على سطح الكرة الأرضية من جهة و من جهة أخرى أن الفاعل الرئيسي في وجود مشكلة الاحتباس الحراريGlobal warming هو نحن الإنسان نفسه الذي ساهم بشكل كبير في تفاقم هذه المشكلة. يبدأ الفيلم بمقتطف تعريفي عن الغور كمتحدث على منصة TEDx ضمن حملة تسويقية مسبقة بدأها في عام 2000 عندما كان رئيس وزراء سابق لأمريكا ثم كرس نفسه لنشر التوعية حول هذه القضية. حيث كان متابعا لتطورات البيانات التي ترسمها درجة الحرارة المرتفعة عبر الزمن و كذلك تأثير النشاطات التي يقوم بها الناس consequencesفي ارتفاع نسبة غاز ثنائي أكسيد الكربون كمسبب رئيسي لارتفاع درجة حرارة الأض. كذلك المقياس الذي اختاره الغور للمقارنة هو حالة القطب الشمالي و ذوبان الجليدice melting إلى مستويات خطيرة.

عندما بدأ الفيلم و في الثواني الافتتاحية حين عرف الغور عن نفسه بأنه وزير سابق في الحكومة الأمريكية، توقعت أيكون الفيلم ذو محتوى سياسي بحت و قلت أنه لا يستحق المشاهدة. لكن بعد ثوان قليلة انصدمت بموضوع الفيلم و كيف لشخصية مهمة و مسؤولة في الحكومة الأمريكية بطرح موضوع يهتم بشؤون البيئة و الحياة المستقبلية على كوكب الأرض و ليس عن الشأن السياسي مثلا. هنا أدركت الفارق الحقيقي بين طبيعة البلدان و تفكير الأشخاص الذين يهتمون فعلا بقضايا بيئية لكنها بالطبع لا تقل شأنا عن القضايا السياسية طالما أن شخصا مثل الغور يتكلم عنها. بالطبع الأمر يحمل طابعا جيوبوليتيكا في طياته لكن الطابع العام للفيلم يغلب عليه الإنسانية حيث قال الغور صراحة It is not a political issue. فما يرسخ بالذهن هو إرفاق الغور بعضا من تفاصيل حياته و تجربته الشخصية لأخته التي توفت جراء سرطان في الرئة و لابنه الذي لقى حتفه في حادث اصطدام سيارة. بالطبع كان لهذه القصص واقع مؤثر جدا على المشاهد في ربط الحقائق التي يذكرها الغور بواقع حياته الشخصية و من أقربائه على وجه الخصوص. مما يحدث أثرا كبير بالنفس على الواجب المحتم لنا نحن لإعادة التفكير بنمط الحياة التي نعيشها و كيف يمكننا نحن كمسؤولين عن الاحتباس الحراري في إصلاح الموقف قبل أيتدهور أكثر.

تناول الغور قضية الاحتباس الحراري بالتفصيل حيث كان شغوفا بمتابع تفصيل تطورات هذه القضية و مسبباتها عبر الزمن. فلم يدع للمشاهد مجالا للهرب من أية حقيقة فعرضها بشكل واضح لجميع المستويات. فكانت الرسومات البيانية التي تبين مدى ارتفاع درجات الحرارة واضحة و جلية للعيان من جهة و من جهة أخرى رسومات حقيقة توضح ذوبان الجليد في القطب. كما بين عامل احتراق الغابات و نسب الماء المتبخرة و هشاشة الموارد الطبيعية التي يملكها الإنسان اليوم. فكانت كل فكرة من هذه المحاور مقترنة بعرض رسمي ثم شرح واضح لما تعرضه الرسمة وثم يختم الفكرة بتداعياتها. فكان المشاهد لا ينقطع مسار الحديث في باله إنما ينسجم مع إبداع الصورة و الإلقاء. ممالاشك فيه أن الإحصائيات التي وفرها الغور تبين مدى حساسية الموضوع و دقة و تعب العلماء في إيجاد و اكتشاف هذه الأرقام عبر آلاف السنين و براعة الغور في عرضها و جعلها مفهومة للجميع بألوانها الجذابة و فيديوهات مساعدة و إرفاق قصص شخصية لجعل المشاهد يتنفس و لمخاطبته بعيدا عن عالم الأرقام. و كان لعنصر المقارنة دور كبير في شد المشاهد و لملاحظة الفرق بين وضع جبل في أفريقيا مثلا بين عامي 1970 و 2000. كما طلب أخيرا من التجاوب مع هذه القضية التي تمس حياة كل إنسان على سطح الكرة الأرضية.

كان هذا الفيلم وقع خاص لدي حيث بالنسبة لي أفضل مشاهدة الأفلام العلمية لكن طريقة العرض كانت جميلة و تشد المشاهد من حيث أنها كانت غنية بالمعلومات informative وكما سلطت الضوء على قضية مفصلية في عالمنا اليوم الذي لابد أن نقتطع من وقتنا القليل لنشاهد مثل هذا الفيلم لنفهم أين نحن اليوم و إلى أين يتجه العالم مستقبلا إن بقينا غير مكترثين للتغييرات الجذرية لكوكبنا الأم. الفيلم يعطي الحماس و يحمل المسؤولية بالتفكير لما يمكن أيحدث مسقبلا و أحيانا يشعر بالخوف من المستقبل و كيف ستكون الحياة مع الارتفاع الهائل ل CO2 في طبقات الجو لذلك أنصح بمشاهدته.

 
 
 

Comments


bottom of page